من غير قلب عضو جديد
عدد الرسائل : 75 العمر : 42 المزاج : غاضـــــب تاريخ التسجيل : 22/01/2009
| موضوع: هجرة القبائل العربية من الجزيرة واماكن استيطانهم الأربعاء مارس 11, 2009 6:52 pm | |
| أشارات النصوص العربية بأن العنصر العربي متأصل في المدن الايرانية منها مكران و كرمان و بلاد فارس
وقد تقدمت الإشارة إلى جذيمة وملكه ؟؟ خبر يطول , ولمقتله على يد الزباء خبر غريب للمشتغل بذكره لأنه ليس من أخبار عمان , وملك عمان بعد مالك ولده هناة , وكان أحسن ولد مالك سيرة وأكملهم رأيا وأجودهم مروءة ؛ وكانت خبرة مالك وقعت عليه لعقله وكمال أمره , وكان ذا فهم وحلم , ولم يكن لأحد من ولد مالك ما لهناة من هذه الخصال , فقام بتدبير الأمر وسياسة الملك إلى أن مات , ولم يجد تاريخا لموته , ولا لمدة ملكه , وهو الذي أرسل المدد لأخيه سليمة بن مالك حتى قوّم ما أعوج من ملكه ؛ بأرض فارس .
وكان من خبره أن سليمة لما خرج من عمان متخوفاً من أخيه معن نزل بأرض فارس , وكان أول موضع نزل فيه من ساحل مكران جاشك وتزوج امرأة منهم من قوم يقال لهم الأسفاهية , فولدت له غلاماً فأولاده منها يسمون بنجب الأسفاهية نسبة إلى أمهم , فبينما هو ذات يوم قاعداً يذكر أرض عمان وانفراده عن أخوته وقومه , وما كان فيه من العز والسلطان فأنشأ يقول :
كفى حزنـــا إني مقيم ببلــــــدة = أخلاي عنها نازحون بعيد أقلب طرفي في البلاد فلا أرى = وجوه أخلاي الذين أريــــد
ثم أنه رحل عن جاشك على ساحل مكران حتى نزل أرض كرمان فأقام بها عند ملوك بعض أهلها وانتسب إليهم , وقال إني رجل من أهل بيت كان لنا الملك في العرب , وكان لأبي عدة من الولد وكنت أنا أقربهم إليه وأحبهم , فحسدني أخوتي مكاني من أبي , وكان ذلك سبب قتل أبي على يدي ؛ ثم أنه أخبرهم بقصته وأمره ؛ وقال إني قد قدمت إلى هذه البلاد مستجيراً بأهلها ومستعدياً بهم , وقد رجوت الله أن يمن علىّ بجوارهم ويشد أزري بمكانهم , فلما انتسب إليهم وعرفهم قصته عرفوه وتبينوا موضعه ومكانه وشرفه فأنزلوه وأكرموه , وأعجبهم ما رأوا من فصاحته وجماله وكمال أمره ؛ فرفعوا قدره وأكرموا منزلته وزوجوه بامرأة من كرائم نسائهم ؛ ويقال إن سبب تزويجهم إياه أن سليمة لما قدم إلى ارض كرمان وانتسب إليهم أرادوا أن يزوجوه بامرأة من بنات بعض ملوكهم , وكان الملك ذاك على ارض كرمان ولد دارا بن بهمن ؛ وكان ملكا جباراً كثير العسف والظلم لأهل مملكته وقومه ؛ وكان قد بلغ من أمره أنه ما رفت عروس على بعلها حتى يؤتي بها إليه فيصيبها قبله إلا قتل بعلها وبدد أهلها , فكان ذلك دأب في أهل كرمان إلى أن تقدم عليهم سليمة , وكانوا قد كتموا مجيئه وقدومه مخافة أن يتعرض له بسوء لأجل ما كان من أبيه مالك وأخيه جذيمة الأبرش إلى ملوك فارس ؛ فشكوا إلى سليمة أمر ملكهم وحكوا له قصتهم ؛ وذكروا أنهم لا يتوصلون إلى دفعه بحيلة من كثرة حرسه وحجابه ومنعته , فقال سليمة وماذا لي عليكم إن أنا كفيتكم أمر بأسه وأرحتكم من سلطانه ؟ قالوا وأنى لك ذلك ولم يرمه أحد من أهل العز والسلطان ممن كان قبلنا , فقال سليمة تدبير الأمر في ذلك علىّ فماذا لي عليكم ؟ قالوا ما شئت , قال فإذا أردتم ذلك فيجتمع إلىّ من الغد أهل الوفا والتقديم , قالوا نعم .
فلما كان من الغد اجتمع إليهم عظماء أهل كرمان وأهل الوفا منهم وجرى الكلام بينهم كما يجري بالأمس ؛ فقال سليمة إن أمكنتموني مما أشترط عليكم دبرت الأمر ؛ فقالوا بأجمعهم لك جميع ما شرطت وسألت , قال سليمة أشترط على أنكم تصيرون ملكه وسلطانه لي ولعقبي من بعدي دون سائر أهل كرمان , وعلى أني آخذ جميع غلاتكم وجباية جميع أموال كرمان إلى أن أتمكن وأبلغ غاية مرادي , وأن أنتخب لنفسي من جميع ما قدرت عليه من رجال العرب ومن أجناس أهل كرمان من أردت من الرجال , وأن تزوجوني بامرأة من كرائم عقائل نسائكم , فأمسك القوم لذبك ونكسوا رؤسهم ساعة.
ثم أقبل بعضهم إلى بعض فقال إن كان فيكم معاشر أهل كرمان من يستطيع ذلك بدون هذه الشروط والمطلب فليفعل , فسكتوا ولم يتكلم منهم أحد , فقال سليمة إني لا أستطيع إلى فعل ذلك إلا على هذه الشروط , فعند ذلك ضربوا أيديهم على يد سليمة وقالوا له لك جميع ما شرطت وطلبت , فبايعوه على قتل الملك وأخذ عليهم العهود والمواثيق , وكانت تلك الجماعة من أهل بيت الملك والسلطان قوام أمر الملك ونظام الدولة .
فلما فرغوا من أمر البيعة عمدوا إلى سليمة فزوجوه بامرأة من كرائم بناتهم والملك لم يعلم بشيء من ذلك كله إلا أنهم أشهروا أمر تزويج المرأة باسم رجل من بعض أهل كرمان ممن شهد البيعة ؛ ولم يذكر اسم سليمة لئلا يعلم الملك بشيء من أمره , ولما فرغ القوم من بيعتهم له وتزويجهم واعدهم في ليلة معلومة ليزفوه إلى الملك , وقال لهم إذا عزمتم على ذلك فأشهروا أمر هذه المرأة إلى بعلها حتى يبلغ ذلك الملك ليكون متأهباً للتعريس , ثم أتوا إلىّ في خفية من الناس فألبسوني أنواع الحلي والحلل وزفوني إليه بين النساء والحشم , ليتيقن في وهمه أني المرأة التي تريدون أن تزفوها إلى بعلها . فإذا أنا صرت إليه وأغلقت الأبواب وأرخيت الستور دوني , وأمر الخدم بالانصراف ؛ وأشرف علىّ وتمكنت منه ضربت بيدي على هذه السكين التي في حجزة سراويلي ووجأته بها فإذا أنا ظفرت به وتمكنت من حجابه وأهل حرسه وسمعتم الصريخ فبادروا إلىّ بأجمعكم في سلاحكم وآلة حربكم وأعينوني على ما حاولت وعاهدتموني عليه ؛ فقالوا نعم .
فلما كانت الليلة أشهروا أمر تلك المرأة من النهار , وعمدوا إلى سليمة وهو إذ ذاك شاب؛ وكان جميلا حسن الوجه والهيئة , فألبسوه أنواع الحلي والحلل ؛ وقد حدد سكينة وجعلها معه في حجزة سراويله , وسار عنده النساء وأنواع الخدم والحشم يزفونه بينهم في هيئة المرأة حتى انتهوا به على الملك , فحين نظر إليه الملك في الاشماع وضوء المصابيح وهو على تلك الهيئة والجمال هاله منظره وما رأى من حسنه وجماله , وقد أقبل إليه يرفل في أنواع الحلي والحلل بين الخدم والحشم ؛ فأعجبه فأومأ إلى النساء والخدم بالانصراف فانصرفوا عنه , وأمر بالأبواب فأغلقت بالستور فأرخيت , ولم يبق إلا هو وسليمة .
ثم أنه أهوى على سليمة ليقبله ويضمه إليه فاسترخا ممائلا عليه حتى إذا تمكن منه أهوى على السكين من حجزة سراويله فوجأ بها الملك في خاصرته فأثبتها فيه , ثم أردفه الثانية في لبته فبعج بطنه , فخر الملك ساقطاً على فراشه يخور في دمه خوار الثور .
ثم وثب من فوره ذلك فلبس درع الملك وبيضته وتقلد سيفه , ثم نظر إلى الملك وإذا فيه رمق الحياة فضربه بالسيف فأبان رأسه عن جسده , وبات ليلته على تلك الهيئة ولا يدري أحد ما عنده , وبات وجوه أهل كرمان الذين بايعوه ليلتهم في خوف ووجل لا يدرون ما يكون من أمره .
فلما أصبح وثب على الأبواب وفتحها ؛ وخرج إلى حراس الملك وحاميته فشد عليهم فلم يزل يجالدهم بسيفه ويقتل من لحق منهم حتى أباد عامتهم , وباب الدرب مغلوق عليه وعليهم .
ثم تصايح الناس وتهاتفوا بالسلاح ووقع الصريخ ؛ وأقبل إليه جماعة وجوه أهل كرمان أهل البيعة منهم وغيرهم من أعوان الملك في آلة حربهم وخيلهم وعددهم ؛ فعندما أشرف عليهم سليمة من رأس الحصن وعليه الردع والبيضة شاهراً ليسف الملك بيده وهو مختضب بالدم , فألقى إليهم جثة الملك ورأسه , فلما نظروا إلى ذلك هالهم أمره وأكبروا شأنه وأعظموا وتحاجز الناس عنه , وسرّ بذلك بعض ؛ فأمسك أمر الجميع , وحمد إليه عظماء أهل كرمان والأشراف منهم ممن كان بايعه ؛ وصرفوا إليه جميع الناس ؛ وفرحوا بذلك فرحاً شديداً لما كان من عسف الملك وسوء سيرته فيهم .
ثم أنهم شدوا في رجل الملك حبلا وأمروا الصبيان أن يجروه ويطوفوا به في شوارع كرمان وسككها .
ثم اجتمع العظماء والأشراف فتآمروا بينهم في تمليك سليمة عليهم وتسليم الأمر إليهم دونهم , فاجتمعوا على ذلك فوفوا له بما بايعوه وصرفوا له جميع الناس واستقبلوه بالسمع والطاعة حتى استقر له الأمر وتمهد ؛ ثم أنهم أهدوا إليه عرسه فابتنى بها , واستقر له أمر كرمان وأطاعه الجميع من أهلها فمكنوه من أنفسهم وأموالهم ؛ وأعانوه على جميع أمره .
فلم يزل أمره فيهم كذلك إلى أن حسده بعضهم وقالوا إلى متى يملكنا هذا العربي ونحن أهل القوة والمنعة والعز والسلطان ؟ وجعلوا يتعرضون له في أطراف عماله وناحية داره ؛ فعند ذلك كتب سليمة إلى أخيه هناة بن مالك بعمان يستصرخه , ويطلب منه المعونة والمدد , فأمده هناة بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وأبطالهم بالعدد والدروع , وحملهم في المراكب حتى أوردهم إلى كرمان , فتحصلوا عند سليمة وأقاموا معه فشد بهم عضده ؛ وأقام بهم أود من أعوج عليه من العجم ؛ واستقام الأمر وسياسة الملك ولم يزل أمر سليمة بأرض كرمان مستقيما ؛ وقد أذعن له أهلها يؤدون إليه خراجها ؛ وولد له عشرة أولاد ومات بأرض كرمان ؛ فاختلف رأي ولده من بعده , واضطرب أمرهم ودخل الناس بينهم ؛ وكان ذلك سبب زوال أمرهم ورجوع الملك إلى العجم حين وجدوا عليهم المدخل , فاضمحل أمرهم وتفرقوا في أرض فارس وكرمان ؛ وفرقة منهم توجهت إلى جبال عمان فلحقوا بإخوانهم , ومنهم الجلندى بن كركر وقد ملك عمان , ومن ولده الصفاق ومن ولده ملوك مرو ؛ وجمهور بني سليمة بأرض فارس وكرمان لهم بأس وشدة وعدد كثير ؛ وبعمان منهم الأقل .
ثم لم يزل الملك في أولاد مالك ولم يرجع أحد من الفرس إلى عمان حتى انقضى ملك ولد مالك بن فهم ؛ وصار ملك عمان إلى آل الجلندى بن المستكبر ؛ وهو من معولة بن شمس , وصار ملك الفرس إلى ساسان ؛ وهم رهط الأكاسرة فتهادنوا هم وآل الجلندى بعمان على أن يجمعوا فيها أربعة آلاف من الأساورة والمرازبة مع عامل يكون له بها عند ملوك الأزد ؛ فكانت الفرس في السواحل وشطوط البحر ؛ والأزد ملوك في سائر البلاد , والأمور كلها منوطة بهم ؛ وكان كل من غضب عليه كسرى من الفرس وأهل بيته ومملكته أو خافه على نفسه وملكه أرسله إلى عمان يحبسه بها , فلم يزالوا كذلك بين ظهراني الأزد إلى أن أظهر الله الإسلام بعمان فأخرجوهم منها على حسب ما سيأتي إن شاء الله تعالى | |
|
حسين الباشا مدير عام المجموعة
عدد الرسائل : 333 العمر : 41 الموقع : manx2007.malware-site.www المزاج : عاشق الرومانسية تاريخ التسجيل : 24/02/2008
| موضوع: رد: هجرة القبائل العربية من الجزيرة واماكن استيطانهم الخميس مارس 12, 2009 11:42 am | |
| تمام يا معلم تسلم على مجهودك الكبير شكرى و تقديرى لك | |
|